في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها المجتمعات الحديثة، أصبح البحث عن أدوات مبتكرة لتحليل الظواهر الاجتماعية والاقتصادية أمرًا بالغ الأهمية. ومن بين هذه الأدوات، يظهر الإحصاء الإيجابي كأداة فعالة تُساهم في تعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي من خلال التركيز على العوامل التي تدفع نحو التقدم والازدهار، بدلاً من الاقتصار على دراسة المشكلات والسلبيات.
تُعد الإحصاءات اليوم من الأدوات المحورية في فهم العالم من حولنا، إذ تسهم في توجيه القرارات، ورسم السياسات، وتفسير الظواهر الاجتماعية والسلوكية والاقتصادية. غير أن تطور هذا العلم لم يكن محض صدفة أو نتاجًا تقنيًا بحتًا، بل هو ثمرة مسار تاريخي طويل تشكّل عبره وعي فلسفي متعدد الأبعاد حول معنى البيانات، وطرق التعامل معها، والغايات الكامنة خلف تحليلها. وفي
يهدف هذا المقال إلى استكشاف إمكانات الإحصاء الإيجابي بوصفه أداة منهجية لتحليل العوامل المؤثرة في النمو الشخصي والمهني، وتقديم تطبيقات عملية تساعد الأفراد على تحقيق أهدافهم بطرق قابلة للقياس والتقويم. ينطلق المقال من الإطار النظري لعلم النفس الإيجابي، ويتتلاقى مع مناهج البحث الكمي في الإحصاء لتقديم نموذج تطبيقي لتطوير الذات.
"الإحصاء الإيجابي": ثورة في فهم الأرقام وتحفيز الإنسان يقدّم الباحث والكاتب العراقي أحمد جمال الجسار في كتابه الجديد "الإحصاء الإيجابي: نهج مبتكر لقياس النجاح والتحفيز" رؤية جريئة ومُلهمة لإعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والأرقام، واضعًا نصب عينيه هدفًا إنسانيًا ومعرفيًا: تحويل البيانات من أداة للقياس الجاف إلى وسيلة تحفيز وتمكين فردي وجماعي.