19 Sep
19Sep

ان جذور علم الاحصاء يمكن تتبعها لزمن بعيد للغاية، لكن مجال علم الاحصاء كما معروف اليوم يعود الى بضعة قرون فحسب. على الرغم من تأسيس الجمعية الاحصائية الملكية في عام (١٨٣٤)م في المملكة المتحدة، والجمعية الاحصائية الامريكية في عام (١٨٣٩)م فأن علم الاحصاء لم ينشأ له قسم مستقل في اي جامعة حتى عام (١٩١١)م. عندما قامت جامعة يونيفيرستي كوليدج في لندن بذلك.

لقد مر علم الاحصاء خلال مدة تطوره بعدة مراحل حيث تميزت:

- المرحلة الاولى: والتي امتدت حتى نهاية القرن (١٩) تقريباً بالاستكشافات العشوائية للبيانات.

-المرحلة الثانية: حيث شهد النصف الاول للقرن العشرين اكتساب الاحصاء للصبغة الرياضية، حيث ان الكثيرين رأوه فرعاً من الرياضيات لانها (تتعامل مع الارقام) وهذا ما يجعل الاحصائيون حول العالم غالباً ما يدرسون الاحصاء داخل اقسام الرياضيات.

-المرحلة الثالثة: النصف الثاني من القرن العشرين وظهور الكمبيوتر، وكان هذا هو التغيير الذي ارتقى بالاحصاء من كونه عملاً صعباً مملاً الى عمل ممتع. لان الكمبيوتر ازال الحاجة لمن يمارس عمل الاحصاء الى مهارات حسابية خاصة.واستمرارً لهذا التطور ادى الى ظهور مدارس اخرى لتحليل البيانات، والتي لاتعود اصولها لعلم الاحصاء الكلاسيكي ولكن لمجالات مختلفة. منها مدارس التعلم الآلي والتعرف على الانماط والتنقيب عن البيانات.

 وبينما تطورت هذه التخصصات الاخرى، كانت تحدث في بعض الاحيان توترات بين هذه المدارس المختلفة والاحصاء.ان اوجه التفاوت والاختلاف بين المدارس ساهمت جميعاً في تحليل البيانات اليوم. الى حد ان الاحصائييون الجدد في الوقت الحالي يختارون بحرية من الادوات التي توفرها جميع هذه المجالات.

ومن هذا نستنتج بان محاولة وضع حدود فاصلة بين جميع تخصصات تحليل البيانات هي عملية غير مجدية. ويمكن تعريف علم الاحصاء الاعظم بأنه كل ما يتعلق ((بالتعلم من البيانات)).


المصدر:ديفيد جيه هاند (٢٠١٦)،علم الاحصاء : مقدمة قصيرة جداً،مؤسسة هنداوي،مصر..