12 Jul
12Jul

لا يخفى على الكثير ما يحدث في العالم والوطن العربي من جرائم وانتشار للإرهاب الذي تفشى وكأنه مرض حتى بات يخرج عن السيطرة في بعض بلاد العالم، حيث يجب أن ندرس الأسباب والوقائع الحقيقية التي تقف خلف المجرم والإرهابي والتي تدفع به للقيام بهكذا أعمال.


لكي نجد الحل لابد من تدخل العلم في هذه المسألة لكي يقضي عليه أو على الأقل أن يقلل منه وهناك الكثير من العلوم التي من الممكن أن تساعد في هكذا أمور منها علم النفس وعلم الإحصاء وغيرها، سأترك علم النفس وأتكلم عن الإحصاء لأنه من تخصصي، يعد الإحصاء واحدًا من العلوم المهمة حيث أنه الرابط والجسر بين العلوم الأخرى ومنذ فترة ليست بقليلة وأنا أبحث عن حل لمكافحة الإرهاب والجريمة في بلدي العراق بعيدًا عن السياسة وبطريقة علمية وموضوعية.


كنت أبحث كثيرًا في الكتب والإنترنت حتى وجدت عن طريق الصدفة موقع TED حيث وجدت فكرة قامت بها سيدة أمريكية تدعى آن ميلغرام حيث كانت تعمل نائبًا عامًا في ولاية نيوجرسي في عام 2007 حيث كانت تعاني ولايتها من نسبة مرتفعة من الجريمة وكانت تبحث عن حل لهذه المشكلة لكي تجعل السكان أكثر أمانًا فكانت تجتمع مع أمهر المحققين وتعمل معهم من مركز الشرطة في الولاية، وكانت دائمًا تجد أن سجونهم مليئة ومازالت نسبة الجريمة عالية جدًا.


عندها قررت أن تدخل علم الإحصاء وتحليل البيانات في عملها حيث جمعت مجموعة من علماء النفس والإحصائيين ومحللي البيانات وقد جمعت بيانات عما يقارب 2 مليون قضية من كل ولايات أمريكا لتقف على الأسباب الحقيقية التي تجعل نسب الجريمة عالية، ولكي تضع أمام القضاء مؤشرات علمية من خلالها يستطيع القاضي أن يتخذ قرارًا صحيحًا بعيدًا عن الحدس أو الخبرة كما كانوا في السابق عند اتخاذ قراراتهم.


عندها وجدوا أن هناك 9 عوامل رئيسية يشترك فيها جميع المجرمين عندما جمعوا هذه البيانات ومن أجل ذلك وضعوا استمارة تقييم لكل مجرم، وكان السؤال الأول هل هذا المجرم لديه سوابق، السؤال الثاني ماهي درجة العنف لديه، السؤال الثالث ماهي درجة الخطورة لديه، السؤال الرابع ماهي احتمالية أن يعود مرة أخرى للسجن وهكذا، وبناءً على هذه المعطيات يستطيع أن يتخذ القضاة القرارات السليمة وتقول آن ميلغرام أن نسبة الجريمة قد انخفضت بنسبة جيدة وبدأ ينخفض معها ترتيب العنف في ولايتها.

ما الذي يمنعنا في الوطن العربي من أن نقوم بهكذا عمل؟ لا تنقصنا العقول ولا الأموال ولكن تنقصنا فقط الإرادة الحقيقية لمحاربة الجريمة والإرهاب بأسلوب علمي وموضوعي.